وافق البرلمان الجزائري أمس بالغالبية الساحقة على تعديل الدستور لإلغاء تحديد الرئيس بفترتي حكم قانونيتين!
ووافق لإعطائه صلاحيات إضافية! فوافق بشكل أساس على تكديس السلطة في يد شخص واحد مما يجعل الدستور الجزائري أكثر فأكثر شمولية ودكتاتورية وفردية!
وبهذا تم تمهيد الطريق أمام الرئيس لحكم البلد مدى الحياة إذا شاء! وتوريثه لابنه لو كان له ابن كما حدث في سورية ....
وكأن الجزائر الحرة الأبية خلت من الرجال إلا واحدا ملهما لم يخلق رب العالمين مثله! ولا يصلح لقيادة البلد إلا هو أو عقبه!
وبهكذا تعديل تنضم بلد الأحرار بلد المليون شهيد من أجل الكرامة والإسلام إلى قائمة دول الذل والخنوع وسحق الرجال بجدارة واستحقاق!
وتزداد هكذا قافلة شعوب الخراف عضوا جديدا! ويزداد عدد دول العبيد زيادة ملحوظة. ويسعد الجلاد بكثرة خرافة وزيادة عبيده.
ومن مفارقات العصر الذي نعيش فيه أن صوت بعض الإسلاميون لهذا التعديل! وكأن الإسلام لم ينزله الله لتحرير بني آدم او رفعتهم!
أو كأن الاسلام لم ينزله الله لحمياية الضعفاء المساكين الذين يستعبدهم "النظام الشمولي الفردي"! أو كأن الاسلام لم ينزل لاقامة العدل الذي يعيش "نظام القهر" على أنقاضه!
فتصويت هؤلاء كأنه يقول للضعفاء والمساكين: نحن لسنا في صف الدفاع عنكم بعد الآن! إننا نبحث عن مصالحنا الشخصية وعلاقاتنا مع الرأس الكبيرة!
والاغرب منه ان يظن بعضهم ان الاسلام يقر للحاكم الحكم مدى الحياة! مع أن الجميع يعرف أن هذا الموضوع ليس فيه آية في كتاب الله ولا حديث صحيح أو ضعيف ولا قول عن صحابي!
كل ما فيه تطبيق عملي فعله الصحابة كان من غير الممكن تطبيق غيره تلك الأيام! مع أن الخليفة الراشد عمر كان يعزل القواد كما هو معروف ليجدد دماء الدولة!
ونحن نرى اليوم أن الأمة الناهضة هي التي تحدد مدة حكم الحاكم. وأن الدولة المتخلفة المنحطة العفنة هي التي ترضى بالحاكم مدى الحياة.
وأما قول رئيس الوزراء الجزائري إن رئيس الوزراء في بعض أعرق الديمقراطيات بغير قيود.... فهو مغالطة لا تحتاج للتفكير لكشفها
فطبيعة نظام رئيس الوزراء الذي يحكم والقائم على توازنات الاحزاب المتعددة يمنع احتمال حكمه مدى الحياة.
ونحن لم نر ولن نرى رئيس وزراء حكم في بريطانيا او اي دولة اخرى ديمقراطية مدى الحياة! وحتى صانع النصر البريطاني في الحرب العالمية الثانية أخرج من المنصب!
كما أن رئيس الوزراء في هكذا نظام لا يتمتع بصلاحيات واسعة تتكدس في يده كما هي الحال في التعديلات التي مررها البرلمان الجزائري!
الحقيقة ان رئيس الوزراء البريطاني بالذات لا يتمتع باية صلاحيات دستورية... و يحق للمكة عزله متى شاءت ويحق لها عزل البرلمان او الدعوة الى انتخابات..... الخ
وبريطانيا مثل مستخدم للدلالة على أن الدستور او القانون لا يصنع الحرية..... وان الحرية يصنعها الرجال! والامة التي تريد الحياة سيكتب الله لها الحياة
فهو سبحانه لا يرضى لعبادة الكفر والظلم.... ويرضى لهم الخير والعدل ويحبة ويدعوهم اليه ويوفقهم في صناعته واستمراره.....
وامتنا لم تعدم الرجال بعد رغم كل المحاولات التي تقوم بها الانظمة الحاكمة المجرمة لكسرهم واخضاعهم واذلالهم
ومثل على ذلك ما يفعله الرجال في شبه جزيرة سيناء في مصر اليوم حيث يرفضون ان تمتد عليهم يد اذلال او احتقار ولو كانت من الدولة
فالدولة التي تحترم نفسها تعز و ترفع مواطنها ورجلها...... واما ان كانت دولة اذلال فلا سبيل الا مواجهتها مواجهة سلمية صلبة
سلمية ليس فيها اسالة دماء. فالدماء هي دماؤنا مهما كان الطرف الذي يخسرها. وخسارتها هي خسارة لنا جميعا. وكم كان اسفانا شديدا على خسارة بعضها في سيناء!
فاحذر ايها الابي البطل العنف او الدماء فهي خطوط حمراء لا ترفع ظلما ولا تزيل مجرما فيجب ان لا يتجاوزها احد...
والعنف والدماء مع انها تحرمنا وتختطف منا بعض اهلنا و لو كانوا بعيدين او ضالين.... هي في نفس الوقت توفر غطاءا للطاغوت للدفاع عن نفسه. وهي بذلك تمد في عمره
واوجد ايها البطل مجالا لك تتحرك فيه لخدمة مستقبل ابنك و ابنه من بعده إن لم تعمل لمصلحة أمتك! أما إن كنت ترضى لابنك ان يعيش حياة الذل التي تعيشها..... فلا تفعل شيئا
فانك ان لم تفعل شيئا ولم تضح بأي شيء تضمن ان ابنك سيعيش حياة الذل التي تعيشها... بل سيكون أذل منك! فأنظمة الإذلال تتعلم اكثر كل يوم
موضوع: تعديل الدستور الجزائري يوم اسود اخر في حياة العرب السياسية 
الأحد ديسمبر 14, 2008 8:37 am
