| | يوم كامل مع أحلام في قسنطينة | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
kouider المدير العام
عدد الرسائل : 1440 تاريخ التسجيل : 06/12/2008
| موضوع: يوم كامل مع أحلام في قسنطينة الأحد يناير 04, 2009 9:28 pm | |
| يوم كامل مع أحلام في قسنطينة فوضى الأشياء في مدينة فقدت رونقها خلال الزيارة التي قامت بها الروائية أحلام مستغانمي مؤخراً الى الجزائر لحضور حفل تسليم جائزة مالك حداد الأدبية, انتقلت الى مسقط رأسها قسنطينة, بحثاً عن الملاية ومالك حداد والحياة التي تركتها ذات يوم, فلم تجد سوى الفنادق البائسة ومظاهر الحياة الجديدة التي قضت على التقاليد التي جاءت من أجلها, وبروحها النقدية" التي تلازمها كالقلم عبّرت عن سخطها ورفضها لهذا الواقع. * * كتبت أحلام مستغانمي في روايتها الشهيرة "ذاكرة الجسد": "قسنطينة... كيف أنت يا أميمة.. واشك؟ أشرعي بابك واحضنيني.. موجعة تلك الغربة.. موجعة هذه العودة... بارد مطارك الذي لم أعد أذكره.. بارد ليلك الجبليّ الذي لم يعد يذكرني. دثريني يا سيدة الدفء والبرد معاً.. أجلي بردك قليلاً.. أجلي خيبتي قليلاً... قادم اليك أنا من سنوات الصقيع والخيبة, من مدن الثلج والوحدة.. فلا تتركيني واقفاً في مهب الجرح". هكذا حدست زيارة أحلام مستغانمي لقسنطينة من الوصفة الجاهزة, "ولكن من يملك ما يكفي من الحدس لقراءة خطى امرأة ذاهبة أو عائدة من موعد حب؟" المشهد لم يكن معقداً كما توقعته ولا درامياً, لم تذرف أحلام مستغانمي دمعة اللقاء الحار ولم تفتح عينيها دهشة أمام الجمال الخرافي الذي يصيب الغرباء بالدوار, أحلام مستغانمي وهي تلتصق جسداً نابضاً وجميلاً بذاكرة صعبة ومتعبة كانت كالمدينة معلقة, وقلبت هذه السيدة منطق توقعاتي فالمشهد المعقد الدرامي كنته وحدي أنا. "جميل ما يحدث لي هذا الصباح, كأن تستيقظ من نوم شتوي, تزيل ستائر نافذتك بكسل وفضول من يريد أن يعرف ماذا حدث في العالم أثناء نومه, واذا بالحب يطالع جريدة على كرسي في حديقة بيته.. وينتظره, بينك وبينه لم يكن سوى زجاج النافذة المبلل وفصل "-فوضى الحواس- فتحت النافذة وقطعت الفصل للوصول. في صالون فندق البانوراميك, التقيت بالقلم الذي هزّ أركان المشرق والمغرب, وكانت على قدر تلك الأمجاد بسيطة, مباشرة وثائرة, كانت تبدو مسيرة للفرح في مدينة جنائزية, بدأت في انتقاد الفندق الذي لا يمكنه أن يشرّف أحداً أو مدينة "يجب أن نفعل شيئاً, ماذا يكلّف بناء فندق لائق؟ لمَ لا نكتب لائحة أوقعها ويوقعها كل مواطن؟" مطالب لا علاقة لها بالشعر ولكن بالثورة, كيف استطعت ان تهبي كل تلك الحياة لكل ذاك الموت؟ رافقت وفد أحلام الصغير إلى قسنطينة العتيقة, وكان يتكوّن من الكاتبة وشقيقها (ياسين), صديقين و"منخب" كان دليلنا ونحن نتسلّق وجه سيرتا المجعّد. من حيّ القصبة إلى قصر الباي, المسافة كانت بعض خطوات لمعاينة مأساة القصر الذي تحوّل من معلم حضاري كوني الى ما يشبه البيوت الممهجورة التي تتحوّل مع الوقت الى بيوت "مسكونة" بالأشباح! | |
| | | kouider المدير العام
عدد الرسائل : 1440 تاريخ التسجيل : 06/12/2008
| موضوع: تابع يوم كامل مع أحلام في قسنطينة الأحد يناير 04, 2009 9:30 pm | |
| "خسارة" لم تتوّقف أحلام عن ترديد هذه الكلمة بلهجة جزائرية حادة وصلبة, لم تخفِ قناعتها بأن هذا القصر ورغم محاولات انتشاله لن يكون كامل الجثة " c est fini - ماذا سيرمّمون فيه؟" لم تقتنع بشيء أمام المهزلة الحيّة, "لماذا تركتموه كل هذه المدة بلا عناية؟.." قالت أحلام الجملة المزعجة المفيدة.. ثم شارع فرنسا الغاص بالمارة وباعة كل شيء وأي شيء, هناك بدأ البعض ينتبه للزائرة المختلفة, تطلعت العيون إليها واشتدّ الهمس أحياناً "هذي أحلام!" كنا محتاجين للكلام الذي قلتِه في التلفزيون" وعلق صديق مرافق "لهذا لا يريدون تحرير التلفزيون" كانت الأصوات تناديها بألفة غريبة, في كل مرّة يستوقفها معجب أو معجبة ليخبروها عن حبهم لما تكتب, ولمرورها الجميل, "مرحباً بك" كانت الكلمات تلقى باتجاهها كالورد في كل مرة حتى من تلك السيدة التي تعاني الصمم والبكم, كما أحبت أحلام وردتها هي, بنفس الابتسامة التي لا تتعب, ووقعت كتاباص لمعجبة مذهولة انحنت تقبل اطفالاً رأوها في نشرة اخبار تلفزيون الأمس, ورفعت رأسها لتحية المرحبين من إحدى نوافذ البيوت العتيقة ثم تعليق أحد الشاب الذي استوقفها "هذِ هي البلاد!" ليمتدّ شاطىء الحديث الجميل بينهما, من قال أن الجزائريين غير مهتمين. قالت "أترين إنها شبهة لا تجوز في حق الجزائريين" فقلت "نعم". سرت أحياناً خلف كاتبتي ولم أكن أستطيع التمييز بينها وبين أبطال روايتها, ها هما يسيران خالد بن طوبال وأحلام جنباً الى جنب أو ربما بعضاً في بعض يوّحدهما الجسد الانثوي القادم من الشرق وقلب حامل عدسة مكبرة لاقتفاء آثاره, ذلك المالك حداد. بعد دهر أو 20 سنة إكتشفت الزائرة حمام سوق الغزل ودار البحري أو "دار الوصفان" كما هي معروفة لدى الأهالي, وحيث ما زالت "النشرة" تمارس بطقوس السنين كل يوم إثنين. التقطت أحلام صورة في كل مكان (هي التي لا تحبّ الصور) في "دار عرب" و"زنقة عرب" وفي "المدرسة" أو الاكاديمية الجماعية كما تسمى اليوم, ثم يا أحلام.. هذا مقهى النجمة, قلت لأحلام التي فتحت عينيها حباً وشهوة, قلت لها أنه مكان كاتب ياسين أيضاً ولا أدري إن سمعتني لأني رأيتها تحتل مكاناً على طاولة ومكاناً في صورة للذكرى, ربما بطريقة ما حفرت مرورها على مقهى النجمة الذي يجب أن يغيّر أهدافه ويستميت في الدفاع عن اسمه.
البحث عن الملاية من زنقة الى اخرى قالت: أبحث عن ملاية, قلت: سيكون الأمر صعباً قالت: وعلاش؟ قلت: لأن "مودة الحجاب قضت على التقليد الجميل. لكن حظها كان جميلاً لأنها أفلحت في اصطياد معلم ينقرض, وافتكت صور تخدم حبها للمدينة.. هو لك أحلام, متحف الحداد النسائي علي صالح باي.. إستمتعت كثيراً وأنا أراقب هاتين اليدين وهما تحاولان جمع مشاهد اللوحة المحطّمة, ساعتان من التنقل بين زنقة وأخرى, ساعتان من ورطة الخروج عن النصّ أو محاولة الدخول فيه, ساعتان لم تقل فيهما أحلام أشياء كثيرة عن إحساسها أو بالأحرى لم تقل شيئاً هل هي سعيدة أو محبطة؟ وعندما لم يبق لفضولي الصحفي متسع صبر سألتها: هي منفرة هذه المدينة الصابرة. إستجابت بسرعة المستفز, "لا لماذا تقولين ذلك. إنني فقط عاجزة عن الكلام أفضل الكتابة". ثم صمتت, فهمت أنها الصدمة فهي من تعطّل كل شعور بالسعادة أو الألم الى ما بعد حالة دفن الحدث, فهمت أيضاً أن حديثاً صحفياً تقليدياً لا يعني شيئاً طالما أنني لا أستطيع إفتكاك "الانطباع" لكنني بالمقابل افتككت شيئاً آخر, أو تراها كانت عمليّة تعويض مقصودة؟ لأنه كان من المفترض أن تزور صاحبة الجسد والذاكرة متحف سيرتا, لم تفعل وفاجأت دليلها بالطلب الآتي: ياخويا أنا حابّا نشوف الجبّانة (المقبرة)" ثم أضافت "عندما يموت شخص مهم في الخارج ويحمل كي يدفن هنا.. وين تدفنوه؟" في المقبرة المركزية تؤكّد إجابات متفرّقة, قالت إحملوني إليها.. الأمر كان يتعلق بوفاة خالد بن طوبال بطل روايتها الثالثة, قالت هل هناك مكان محجوز للشخصيات. لا إنه لم يعد في هذا المقبرة مكان لأي موتى أصلاً لكن يضيف المنتخب مازحاً ما دام لدينا بعض نفوذ في المدينة "نلقاولو بًليْصَه مليحه, كِي تجيبيه رانا هنا". بصمت كنت اتلقّى رغبات هذه السيدة كثلج في آب, لا أعلم لماذا وأنا أقرأ من فوضى الحواس جملتك التالية تذكرت تلك الزيارة التي كانت خارج التوقيت التقليدي (السبت الرابعة مساءا) "الأدب يجعلك تتوهّم أنك تواصل في الحياة نصاً بدأت كتابته في كتاب". | |
| | | Louliaaa عضو نشيط
عدد الرسائل : 44 العمر : 33 مزاج : المهنة : الهواية : تاريخ التسجيل : 07/12/2008
| موضوع: رد: يوم كامل مع أحلام في قسنطينة الإثنين يناير 05, 2009 10:45 am | |
| هذه اول مرة داخل فيها الى هذا القسم من المنتدى انا عاشقة لاحلام مستغانمي ولم اكن اعلم بتواجد كل هذه المواضيع حولها في المنتدى احلاااااااااااااااااااااااااام فعلا احبك انت من جعلتني اعشق مدينة الجسور انت من جعلتني اصدق ان للجسد ذاكرة وللحواس فوضى وللاسرة عابر | |
| | | manar58 عضو فعال
عدد الرسائل : 60 المهنة : الهواية : تاريخ التسجيل : 07/12/2008
| موضوع: رد: يوم كامل مع أحلام في قسنطينة الثلاثاء يناير 06, 2009 1:05 pm | |
| احلام كاتبة رائعة و ما تحتاجش انو نوقفو عندها لانو هي اسطورة كبيرة تحمل كلام اروع | |
| | | جزائرية وافتخ مراقب عام
عدد الرسائل : 35 تاريخ التسجيل : 28/11/2008
| موضوع: رد: يوم كامل مع أحلام في قسنطينة الأربعاء يناير 21, 2009 6:53 am | |
| فعلا فعلا فعلا احلام كاتبة بارعة و رائعة وكل ما فيها جميل ماشاء الله وحتى انا مكنتش عارفة كاين مواضيع على احلام مستغانمي شكرا لك اخ قويدر على هاد المجهود ماشاء الله عليك انت متقدم بزااااااااااااااف الله يبارك تقبل مروري وتحياتي لك اخي الكريم. | |
| | | الهام عضو ذهبي
عدد الرسائل : 422 العمر : 33 الموقع : وهران مزاج : الهواية : تاريخ التسجيل : 05/01/2009
| موضوع: رد: يوم كامل مع أحلام في قسنطينة الثلاثاء فبراير 10, 2009 3:41 am | |
| بارك الله فيك.... شكرا جزيلا | |
| | | | يوم كامل مع أحلام في قسنطينة | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى | |
|