بين يأس ورجاء
( 1 )
هل غادرني الشعر ؟
أم أنكِ فقتِ كل معاني الأشعار ؟
ظمآن ... ولم أظمأ أبدًا
ظمآن وما نضبت يومًا أنهاري .
( 2 )
لكن قولي لي :
ما هذا الخوف ... وهذا الإقدام
وهذا الغرق ... وهذا الإبحار ؟
كم صغت حكاياتٍ ... أرسمها
تتغنى بكلامي الأوتار .
لكن مضامينك يا سيدتي تغمرني
ولست جديرًا أن أجمع كل مياه الأمطار .
يا امرأة جمعتنا الصدفة
والصدفة ميعاد الأقدار
( 3 )
من قال العشق سيُقبرك
في حفرٍ من نيران ؟
من ذا القاضي أن يحيا نبتٌ غضٌ
تحكمه قوانين الأحجار ؟
يا امرأة هي كل معاني الأنثى
لا ترضي ... أبدًا
أن يُذبح نهداك
بسيف الغدر البتار .
إن كانا بشموخ ... لشموخ
خُلقا
فكيف وطعم الدفء مذاقهما
أن يحترقا
كنسفٍ ......
كغبــارِ ......
أن تُخنق نشوة نهديك وقد ثارا.
صوني الثورة ... ترفعك شموخًا
كسفور نهارٍ
ودعيني أفتش في كل كيانكِ
علي ألقاكِ
حيث الركن المظلم في جوف البركان
( 4 )
لن آبه أشباح حناياكِ
إني معتادٌ أبدًا ... شنق الأخطار .
تتبادلني سحب السحر
وسحب العشق
وسحب الفتنة تسلمني للريح
فتقذف بي في جوف الإعصار
( 5 )
أإعصارٌ أنتِ
يا امرأة صيغت شعرًا
رُسمت سحرًا
تتحد مفاتنها
تجتاح جميع حكاياتي
أم أنت عروس الشعر
أتيت وفي عينيكِ المعنى الآتي
يصهرني ؟
يعلمني المعنى الآخر لحياتي ؟
أم أنكِ أصدق معنًى للحزن
الضارب في أعماقي ؟
أم هل بالحب وبالصدق أتيتِ
وفي عينيكِ صراعاتي ؟
( 6 )
والحب الصادقُ ما دمر
كل المعروف ... كل المألوف
ليوقف عنا نبض الزمن
ويمحق دقات الساعات
فلا نعرف من جاء لينتشل الآخر
لا نعرف من منا الماضي
لا نعرف من منا الآتي
( 7 )
أنا أبحث عنكِ وعني
يا سيدتي
أعدي قدراتك كاملةً
لتخطي حدودكِ كاملةً
على كف الريح
شقي لدموعكِ ـ سيدتي ـ نهرًا
من قلبكِ ... يحملها
ليدق كمدفع حربٍ عاتيةٍ
ودعيه يصيح
يستنفر كل جنود الحبِ
ويجمع أسلحة العشقِ
ويصدر قانون العتقِ
لأسكن شريانكِ ... صمتًا
أو بالتصريح .
لتجدي فضاء العمر وقد ضاق
بعينيكِ
قد صار فسيح
( 8 )
هل عندكِ مدلولات أخرى
للحب وللأحزان ... تقوليها ؟
غير المنقوشة في قلبي
مطبوعٌ منها تكويني ... ؟
إن كان فدليني عليها
أو فاعتنقي كل قوانيني
لأجعلَ مني كل خلاياكِ
وأجعل منكِ شراييني .